جاري التحميل...

شريان حياة قطري بغزة قطعه حقد الاحتلال

الجسرة الإخبارية
الأحد 15 يونيو 2025

عندما تُسحق آمال المرضى تحت الأنقاض، وعندما يتحول صرح طبي بُني بعطاء قطري إلى ركام، تتجاوز المأساة حدود المبنى المدمر لتطرح تساؤلات أعمق.

ما الذي يدفع قوة احتلال لتعمد تدمير مركز المرحومة نورة الكعبي لغسيل الكلى وهو منشأة تقدم بصيص أمل لمن أنهكهم الحصار والمرض في قطاع غزة؟

في عام 2021، أُضيئت شعلة أمل جديدة في قطاع غزة حين افتُتح المركز الوحيد المتخصص بغسيل الكلى، وذلك بتبرع كريم من دولة قطر بقيمة 1.7 مليون دولار من سعادة السفير شريدة بن سعد الكعبي.

هذا المركز الذي امتد على مساحة 700 متر مربع موزعة على 3 طوابق، ضم 36 كرسياً و42 جهازاً متطوراً، ليصبح شريان حياة حقيقي للمئات من مرضى الفشل الكلوي.

كان هذا المركز أكثر من مجرد جدران وأجهزة، بل كان منارة للعطاء القطري النبيل، ومأوى آمناً للعشرات من الأشقاء الذين وجدوا فيه الأمل بعد أن أنهكهم المرض والحصار.

لكن المأساة لم تكن وليدة لحظة واحدة، ففي خضم حرب الإبادة الجارية، استُهدف المركز للمرة الأولى وتم تحويله إلى موقع عسكري، مما حرم المئات من المرضى من العلاج الحيوي الذي يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة.

وفي بارقة أمل وسط الظلام، وخلال هدنة 15 يناير 2025، أُعيد ترميم المركز بجهود مضنية، ليعود مرة أخرى لأداء رسالته الإنسانية النبيلة. كانت لحظات فرح وارتياح للمرضى الذين رأوا الأمل يعود من جديد.

لكن الاحتلال عاد من جديد، وبحقد أسود، ليدمر المركز بالكامل هذه المرة، وتحكي مشاهد الدمار التي يوثقها الفيديو قصة مؤلمة عن تعمد إطفاء شعلة الأمل، وحرمان المئات من العلاج في وقت تشتد فيه الحاجة إليه.

الأرقام تتحدث عن مأساة حقيقية: 41% من مرضى الفشل الكلوي استشهدوا خلال حرب الإبادة الجارية، في ظل نقص حاد في الخدمات الطبية المتخصصة.

لم يكن هذا المركز مجرد جدران وأجهزة، بل كان شريان حياة يروي ظمأ المرضى للأمل في الشفاء، وتدميره المتعمد يحمل رسالة خفية عن استهداف منظومة الحياة ذاتها.

شاهد المزيد من فيديوهات